سورة يونس - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يونس)


        


{إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4)}
{وَعْدَ الله حَقّاً} نصب وعد على المصدر المذكور المؤكد للرجوع إلى الله، ونصب حقاً على المصدر المؤكد لوعد الله {إِنَّهُ يَبْدَأُ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ} أي يبدؤه في الدنيا ويعيده بعد الموت في الآخرة، والبداءة دليل على العودة {لِيَجْزِيَ} تعليل للعودة وهي البعثة {بالقسط} أي بعدله في جزائهم أو بقسطهم في أعمالهم الصالحة.


{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}
{هُوَ الذي جَعَلَ الشمس ضِيَآءً والقمر نُوراً} وصف أفعال الله وقدرته وحكمته والضياء أعظم من النور {وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ} الضمير للقمر والمعنى قدر سيره في منازل {والحساب} يعني حساب الأوقات من الأشهر والأيام والليالي {مَّا خَلَقَ الله السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بالحق} [الروم: 8] أي ما خلقه عبثاً، والإشارة بذلك إلى ما تقدم من المخلوقات.


{إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)}
{إِنَّ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا} قيل: معنى يرجون هنا يخافون، وقيل: لا يرجون حسن لقائنا، فالرجاء على أصله، وقل: لا يرجون: لا يتوقعون أصلاً، ولا يخطر ببالهم {وَرَضُواْ بالحياة الدنيا} أي قنعوا أن تكون حظهم ونصيبهم {واطمأنوا بِهَا} أي سكنت أنفسهم عن ذكر الانتقال عنها {والذين هُمْ عَنْ آياتنا غافلون} يحتمل أن تكون هي الفرقة الأولى، فيكون من عطف الصفات، أو تكون غيرها.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8